حواديت إدارية: ما الذي يحدث عندما يوضع صاحب التفكير التكعيبي في رأس الهرم الإداري؟

التفكير التكعيبي

التفكير التكعيبي كارثة الإدارات ، لكي تنجح في أي عمل عليك أن تفهم وتتقن ممارسة أربعة مهارات أساسية وهي: إدارة وتوزيع المهام، القراءات المالية، إدارة الأفراد، التفاوض.

 

 

إذا امتلكت هذه المهارات الأربع بوسعك أن تنطلق في عالم الاقتصاد والأعمال مهما كان المجال الذي تعمل به لأن الاقتصاد كعجلة تحركه الرؤية بعيدة المدى والنظرة السابقة التي بوسعها أن تتنبأ بما ستؤول إليه الأمور وفقاً للمعطيات الواقعية الجارية.

 

 

 

ولكن ليس الجميع مؤهل بفطرته لإتقان المهارات الأربع الرئيسية لسير الأعمال، بل ترى البعض قد وصل لمناصب عليا بفضل سيرته الذاتية التي تم تدشينها بالخبرات والممارسات التنفيذية التي تؤهله ليكون في منصب إداري

 

 

 

ولكن المفاجأة التي اكتشفتها هي أن التنفيذي لا يمكن أن يكون إداراياً، لأن ذكاؤه محصوراً بالتنفيذ وليس بالإدارة التي تحتاج للرؤية.

 

 

الذي جلعني أتوصل لهذا الاكتشاف أو الاستنتاج هو معرفتي لشخصٍ ذو تفكير تكعيبي، استمر بالقول  عملت لمدة 26 عاماً في نفس الشركة ولم يغادرها على الإطلاق – لقد كان يعتبر هذا نقطة فخر بينما كنت أراها نقطة ضعف لعدم خروجه من منطقة الراحة وبحثه عن تجارب عملية أخرى تغنيه…

 

 

وكنت أود أن أقول له: يا هذا لقد لبثت كشجرة لمدة 26 عاماً- وقد أهلته ممارساته التنفيذية ليصبح فجأة مديراً.ومنذ ذاك الوقت، أصبحت ألاحظ عليه ذكاؤه التنفيذي في تنفيذ المخططات الموضوعة من قبل المدير السابق وضعفه هو في وضع المخططات.

 

 

لقد كان بالفعل عاجزاً عن الرؤية البعيدة التي تمتد لعشر سنين وأكثر، كان تفكيره محصوراً بالشهور التي أمامه وما الذي سيفعله بالأيام القادمة! ولم يكن يعرف على الإطلاق ترتيب المهام من الأهم إلى الأقل أهمية وإعطاء الأولويات للأمور العاجلة!

 

 

كذلك فشل فشلاً ذريعاً في إدارة الأفراد، لقد كانت لغة تواصله هي الصوت العالي والنبرة والنظرة التي يزجر بها العاملين!

 

 

 

 

أما على صعيد الشق المالي، كان تفكيره  ينصب بشكلٍ أساسي نحو عدم وجود خسارة وهو بهذا يضمن شعوره بالأمان الوظيفي واعتبار عدم وجود خسارة هو معيار قياس أداؤه الوظيفي!

 

 

 

 

لقد عانى هذا الشخص كثيراً في إدارة الأمور ككلٍ واحد، لمدة لم تتجاوز الخمس شهور قبل أن يقرر استقالته لأسباب كثيرة كان أبرزها أنه يشعر أنه يستحق أكثر من المكان الذي هو فيه!

 

 

 

 

وبعيداً عن شعوره ، فالذي أستطيع أن أؤكده هو أن الإداري عليه أن يتمتع بالرؤية الواضحة التي يجب أن ينقلها لموظفيه كي يعملون عليها سوياً كخلية نحل واحدة حتى تتحق في نهاية الطريق!

 

 

 

 

أما صاحب التفكير التكعيبي في المنصب الإداري فهو: 

 

 

 

– لن يستطيع الرؤية خارج حدود الوجوه المختلفة لمكعب تفكيره إذ  أن كل وجه من وجوه المكعب الذي يتموضع تفكيره فيه هو ذو حدود لا يمكنه التحليق خارجها.

 

 

 

– محدود الأفق، لا يمكن أن يتنبأ بما ستؤول إليه الأمور

 

 

 

-غير مهتم بقراءة التقارير والكشوفات المالية إلا إذا أوشك السقف على الوقوع

 

 

 

– لن يتسطيع التضامن عاطفياً مع موظفيه، لا يتمتع بالذكاء العاطفي

 

 

 

– بوسعه القياس لمدى زمني محدود، عاجز عن رؤية الأمور الكبيرة من التفاصيل الصغيرة

 

 

والسؤال الآن، إذا كنت صاحب منشأة وصادفت في مقابلاتك شخصاً ذو سيرة ذاتية رائعة وممارسات تنفيذية كثيرة خلال مسيرته العملية، فأرجوك فكر مرتين قبل أن تضعه رأساً عل مرؤوسيه، فبإمكانه أن يكون :

 

 

 

 

– مديراً تنفيذياً، يدير المخططات التي تمنح له

 

 

– مشرفاً على المشاريع لكي يتابع التفاصيل التي يتم تنفيذها

 

 

– عضواً في الفريق الإداري ليعطي اقتراحاته في التنفيذ قصير المدى

 

 

الشخص ذو التفكير التكعيبي يمنحه ذكاؤه التنفيذي أن ينجز في مدى زمني قصير وأن يماثل المخطط مع الواقع، لكنه في غير ذلك بإمكانه أن “يعرقل سير العملية التشغيلية لجميع فرق العمل داخل المنشأة الواحدة”.

 

 

اقرأ أيضاً:

 

 

حواديت إدارية: حُمى إيلون ماسك.. هل تنتشر في سوق الخليج العربي؟

 

 

نمو المبيعات : قضية من يتحمل مسؤوليتها التسويق أم الإدارة؟

 

كتابة المحتوى التسويقي .. شروط لا بد منها ليكون مؤثراً وفعالاً

 

 

تسويق بضائع المصانع.. من المصنع إلى تجار وبائعي التجزئة

 

 

عدد المشاهدات 3389

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *