كتابة المحتوى التسويقي عبرها تدور عجلة المبيعات وفقاً لكلمة سًمعت أو قرئت أو شوهدت، فالكلمة تبقى هي الأساس لكل ما يبنى عليه علم التسويق، قبل أن يصبح مصطلح ” المحتوى التسويقي ” شائعاً.
نرى هذا منذ قديم الزمان حين تم ترويج الخمار الأسود ببيت شعر ” قل للمليحة بالخمار الأسود، مذا فعلت بناسكٍ متعبد” فأقبلت النسوة على شرائه بعدما يأس التاجر من بيع بضاعته وظن أن الكساد يقترب منه فأنقذه بيت شعر من عدة كلمات مصفوفة منقمة ذات مغزى ومعنى!
ففي بيت الشعر البسيط هذا، خاطب الشاعر نقطة ضعف النساء وهي هوسهن الدائم بالبحث عما يزيدهن جمالاً، وعبر الرنة الموسيقية التي يتمتع بها بيت شعر، استرق أسماعهن، ثم أقبلن على البضاعة ليشترينها، فحدثت عملية الجذب الأساسية من خلال الكلمة والكلمات التي أنشأت عبارة على شكل بيت شعري موسيقي.
ومما سبق نستنتج ببساطة الشروط الأساسية في كتابة المحتوى التسويقي وهي :
أولاً: الوضوح :
أن تكون كتابة المحتوى واضحة لجميع الأفهام، ليست بغامضة ولا مبهمة ولا قابلة للتأويل المتعدد، بهذا تكون حققت الهدف لأن بعض الكُتاب يتخذون من الفلسفة ما يحرفها عن هدفها، فيقوم المتلقي بتفسيرها تفسيرات أخرى على غير التفسير الذي وضعت من أجله!
فمن الأصل أن كون الكتابات واضحة، بسيطة، مفهومة لمن يقرأها ومقبولة لديه، لكي يتفاعل معها وينتج من بعدها التأثير الذي منتهاه السلوك.
ثانياً : قوة ومتانة الكلمة
لا يعني أن الكلمة البسيطة هي كلمة ضعيفة، بل العكس كلما كان كاتب المحتوى قوياً في كتابة المحتوى التسويقي، أبدع في اختيار أخف الكلمات وأبسطها، وأقلها عدداً، لتقوم باداء مهمتها ، فقد تعلق في ذهنك عبارة من ثلاث كلمات أو كلمتين لأنها بسيطة ورنانة فتبقى معلقة في صوان أذنك مثل الحلق، وتبقى راسخة في ذهنك وتسترجعها باستمرار كوكولا شعارها “افتح قلبك”
ثالثاً : ترابط المعنى
أن تكون الكلمات لها علاقة مترابطة ببعضها البعض حتى تؤدي إلى معنى مفهوم من تشابكها ، وهذا الترابط يجب أن يكونه له ثلاثة نقاط رئيسية: ترابط الكلمة مع السياق العام، ترابط المعنى مع الثقافة العامة للجمهور المستهدف، ترابط المعنى مع ثقافة وسياسة الجهة المعلنة.
رابعاً : الاستهداف المدروس
معرفة الجمهور الذي ستكتب له مهم جداً، لكي تنتقي أفضل الكلمات، فالكتابة لأطفال لا تشبه الكتابة لجمهور من المهندسين المتخصصين في مجال الكيمياء!، على كاتب المحتوى أن يكون على دراية بتفاصيل الجمهور وسماته الشخصية وما يحبه وما يكرهه، وما يلفت انتباهه لكي يستخدم الكلمات التي بوسعها أن تجذبه.
خامساً : النغمة الموسيقية في التقطيع
صدقوا أو لا تصدقوا، أن كتابة المحتوى التسويقي إذا حصلت على نغمة موسيقية، أو توازن في التوزيع الصوتي لمقاطعها، ستكون مُلفتة وجاذبة أكثر، ويرددها كل من يسمعها أو يقرأها، لأن العقل اللاوعي يستقطبها فيخزنها فيه.
لهذا أي كاتب محتوى مبتدئ سيفيده أن يتثقف في كيفية التأثير الموسيقي للكلمات الموزونة، او إجادة اللعب بالكلمات بما يجعلها فريدة ومختلفة ورنانة في نهايتها. لقد كانت هذه مقالة صغيرة، موجزة، مختصرة، لكنها تلخص لك كل ما يلزمك، لتعطي محتوى تسويقي رنان وفنان!
اقرأ أيضاً:
التسويق الجديد: كيف تمزج بين التسويق بالمحتوى والتسويق المدفوع؟
كيف تتغلب على الركود في الأنشطة التجارية الموسمية؟
كيف يتجاوز “الملف التعريفي للشركات” مهمة التعريف بها؟
التسويق لعيادات التجميل.. كيف تنقل الهوس بالجمال إلى جمهورك؟


