استراتيجية التسويق … كيف تحميك من الهدر المالي؟

الهم الأكبر الذي يأخذه أي كيان تجاري على عاتقه هو الوصول للعميل المناسب، الذي يحتاج ما يقدموه في السوق، والذي يستطيع شراء ما يقدم له، ثم يتوقع منه أن يحب ما قدم له ،ويكرر تجربة الشراء أكثر من مرة حتى يتمتع بدرجة ولاء تمنح الشركة حصة سوقية آمنة وسط محيط من المنافسين!

هذا الهم الأكبر، هو الذي يجلب القلق والاضطراب والتفكير المزمن لدى الرأس الإداري، يتم القضاء عليه، إذا ما كان الرأس الإداري يتمتع بدرجة عالية من “الحكمة” وليس الذكاء! فالذكاء لا يفعل الكثير في عالم الأعمال على قدر ما تقوم به حكمة “إصدار القرار” الموزون لذي يتبعه تنفيذ ومتابعة أثناء التنفيذ من أجل التغيير المرن.

وما تفعله استراتيجية التسويق هو أنها تمنحك خطة، قابلة للتغيير المرن، وفقاً لسلوك المستهلك ومزاجه المتقلب، لكنك بامتلاكها فقد مسكت صمام أمان ثلثي الطريق في عملك التجاري.

إذاً عليك أن تعرف التالي:

إن كلمة “استراتيجية” في معناها تعني تخطيط مسبق مدروس للطرق التي سيتم تطبيقها مع توضيح هذه الطرق وآليات التنفيذ بشكل تفصيلي، يتم توضيح الكميات والأحجام والمواصفات فيها، ثم تتبع بآليات القياس والتقييم من أجل الحصول على تغذية راجعة. وكلمة “تسويق” تعني في معناها الكلي : عرض الشيء بطريقة مقنعة لطرف آخر.

وتكون طريقة العرض تستهدف سد احتياجاته ورغباته وتتواءم مع قدرته واستطاعته على الشراء. و اكتشاف وتلمس طريقة العرض “المقنعة” هي ما تجعل وحدة التسويق تقوم بدراسة مسبقة وتحليل الزبون ومعرفته معرفة دقيقة.

قبل وضع مخطط استراتيجي في كيفية الوصول إليه واستهدافه على وجه الدقة، لكي يكون ما يُقدم اقناعياً يفهمه ويتعامل معه دون بذل جهد ذهني وبدني كبير، لأنه يكون واضحاً من الأساس.

وبعد الدراسة والتحليل ومعرفة الزبون/العميل المستهدف معرفة دقيقة، ودراسة الوضع العام للسوق في المنطقة الجغرافية
تأتي مرحلة وضع الاستراتيجية التسويقية

وإليك أهم السمات التي (يجب) أن تتمتع بها أي استراتيجية تسويقية

– التنويع في أساليب الاستهداف ما بين التقليدي والرقمي

– بناء الأصول الرقمية

– المكآفات والحوافز

– القابلية للتغيير المرن

– تخطيط ميدان وموقع التنفيذ لتوزيع الأدوار التسويقية

إن وضعك لاستراتيجية تسويق واضحة يمكنها أن تحميك من الهدر المالي واستنزاف الوقت فيما لا ينفع ولا يعود بصورة مضاعفة إلى عمليتك الإنتاجية لهذا سوف أقوم بتوضيح أهمية استراتيجية التسويق لك وكيف تشكل سور واقي من ترددات الأسواق واضطراباتها وكيف يمكن لها أن تحميك من الهدر المالي:

أولاً : تحديد قنوات الاستهداف

وأعني بذلك : ما هو المكان الذي سأقابل وأصل إلى زبوني من خلاله؟ هل هو انستقرام؟ أم سنابشات؟ أم تيكتوك؟ كيف سأقابل الزبون هل سأقوم بالمشاركة في معارض وفعاليات؟ إن تحديد الوجهة يوفر الكثير من الأموال عبر التخطيط المسبق لقناة الاستهداف وما سيتم بثه وفعله من خلالها.

على سبيل المثال، إذا قمت بتحديد الانستقرام كوجهة رئيسية للتواصل مع جمهوري المستهدف، ذلك سيوفر علي ميزانية صنع محتوى لقنوات أخرى لا يتواجد بها جمهوري، فعبر تحديدي لقناة انستقرام “أوفر مال ميزانية التسويق” وأحدد عدد المحتوى الذي سأنشره أسبوعياً/شهرياً، وشكل هذا المحتوى (فيديون صورة) ، وسأحدد “نوعية” المحتوى، سأعرف بشكل مسبق نوع المحتوى الذي سأقوم بتفعيله كإعلان ممول لفترة أسبوع.

سأقوم أيضاً بتوقع ردود الفعل بشكل مسبق بناءً على معرفتي الدقيقة “لنوعية” جمهوري. فهل سأخاطب النساء فوق سن ال 35 عاماً حول منتج يقي من هشاشة العظام؟ أم سأخاطب النساء صغيرات السن؟ أظن أن سن فوق ال 35 هو الأكثر عرضة لهشاشة العظام .. وهكذا يجب أن يتم قياس كل خطوة بدققة شديدة.

والأهم من كل ما سبق هو (الانضباط،الالتزام، المتابعة) فكل الجهود تذهب أدراج الرياح إذا لم يتم الالتزام بالنشر بشكل حيوي ودائم ، فعقل الجمهور الجمعي مثل عقل نملة سريع النسيان.. كرر النشر.. لترسخ في الوعي واللاوعي لدى الجمهور.

ثانياً : توفير الموارد البشرية والمادية

كل موظف أو عضو في فريق العمل، يجب أن يمتلك قائمة مهام وظيفية يومية من أجل أن يقوم بها بشكل يومي دون توجيه وإرشاد، بل يناقش انجازاته ومهامه التي أبدع بها خلال الاجتماع الأسبوعي أو الشهري، إن عدم تحديد مهام كل عضو، يؤدي لوجود أعضاء في فريق العمل يعرقلون سيره إلى حد كبير.

إذا وجد “التفرغ الوظيفي” لديهم، وهذا يعني وجود أعضاء لا يقومون بأداء مهام جوهرية، ترفع كفاءة وانتاج الفريق ككل لهذا وجود أعضاء فريق لا يخدمون استراتيجية التسويق بشكل فعلي، يرفع من كمية الصرف من الميزانية المخصصة لذلك، لذلك عند تحديد استراتيجية التسويق يتم تحديد مهام أعضاء فريق التسويق، المهام التي سيؤدونها ويستلمون مقابلها مستحقاً مالياً، إذا لم يتم توضيح المهام بشكل واضح جداً، فستبدأ عملية الهدر البشري والمادي.

ثالثاً : تحديد الخط الزمني للتنفيذ

سؤال متى؟ سؤال جوهري، يجعل الإنسان تحت طائل المسؤولية والإلتزام بخط زمني يبدأ مع تاريخ كذا وينتهي في وقت كذا، تحديد المدة الزمنية والوقت يسمح باستغلال الوقت المتاح إلى أعلى درجة ممكنة، على العكس تماماً من عدم تحديد موعد تسليم واستلام مهام العمل، ذلك يؤدي إلى المرونة الشديدة التي سيبعها إهمال متعمد أو غير متعمد، ثم ضعف في الأداء العام لفريق التسويق ككل، ثم ضعف في الإنتاحية، والحاصل النهائي هو :الهدر!

رابعاً : تحديد آليات التنفيذ

كيف سنقوم بتنفيذ المهام التي تم تحديدها في استراتيجية التسويق؟ يجب معرفة الإجابة بشكل مسبق، لأنها ستبين حجم الصرف وتمنح فكرة مسبقة عما ستؤول إليه الأمور، لذلك كيف سيتم التنفيذ؟ تشمل الإجابة :

-كمية وحجم المواد التي سيتم الاستعانة بها

– الأطراف الذين ستتم الاستعانة بهم

– المال الذي يلزم لتنفيذ كل مهمة

-الاجراءات التي تقتضيها ظروف المعاملات “مثل ترخيص اعلان من البلدية”

المعرفة الدقيقة والفحص المسبق لحيثيات آليات التنفيذ سيقوم بتوفير الكثير من الهدر الهائل مادياً وبشرياً أيضاً

خامساً : وضع التكلفة لكل مرحلة في الاستراتيجية (تحديد حد أدنى وأقصى للصرف)

كم مقدار المال الذي سيتم انفاقه على كل نشاط تسويقي؟ حدد هذا ببنط أحمر عريض، وليكن جميع أعضاء فريق التسويق على دراية به، فهم سيتذكرون خلال وضع أفكارهم التسويقية الميزانية المتاحة، وسيأخذونها بعين الاعتبار في “غربلة” أفكارهم التسويقية، لتتماشى مع محددات الشركة/المنشأة للصرف العام، دون الإضرار بها .

إن “الوضوح” صفة أساسية لنجاح أي عمل، ووجود استرتيجية تسويق واضحة الأركان والأهداف يوفر الكثير من الوقت والمال ويقلل إلى حد بعيد من المشاكل التي يمكن أن تقع لسوء التخطيط، فقم ببناء سور حماية لنشاطك التجاري من خلال وضع استراتيجية تسويق متمكنة، أو تواصل معي هنا بسرعة لأساعدك بهذا ..