رفع المبيعات سيتضح لك عندما تدخل إلى طبيب، وأنت تعاني من أمر ما، فإن دوره الوظيفي يحتم عليه أن يقوم بفحصك طبياً، والتأكد من موضع العلة، ثم إخبارك بما تعاني منه حقاً، يشرح لك المشكلة، ويضع لك الحلول، يصف لك الدواء المناسب ثم تذهب مطمئناً.
هذا طبيب نزيه وشفاف أدى مهمته الطبية، أما في مثال آخر، تذهب إلى طبيب متعاقد من قبل مع عدة شركات مصنعة للأدوية، وصدف أن عانيت من شيء له علاقة بالأدوية التي يروج لها الطبيب دن أن تدري، فإنه في هذه الحالة سيشرح لك مشكلتك ويبين لك الحلول، (يوضح لك مخاوف عدم حلها وكيف ستؤثر سلباً على منحى حياتك وسيصف لك مكملات اضافية ) حينها أنت تصاب بالخوف والقشعريرة في دمك وسوف تسارع بسرعة لشراء هذا الدواء الذي يجنبك مشاكل عدم حل المشكلة الأساسية، أنت حصلت على علاج أساسي ومكملات اضافية.
في هذه الحالة، الطبيب باعك دون أن تدري،
وأنت اشتريت بدافع الخوف والقلق من أصل الوصول إلى شعور “الاطمئنان”
كم مرة نتعرض يومياً لهذه اللعبة النفسية أثناء اتخاذنا لقرارات الشراء حتى لو كان الأمر عبارة عن شراء فرشاة أسنان طبية، ستجد الكثير من الوصف الطبي خلف كل منتج، وستقرأ من خلال وصف المنتج إن كان يحل مشكلتك أم لا، والمنتج الذي تشعر أنه يحل ما لديك من مشاكل هو الذي ستشتريه!
الخوف من عدم حل المشكلات التي تواجهنا هو النقطة التي يتم من خلالها استهدافنا، نحن في طبيعة الحياة لدينا اختياجات، لدينا رغبات، لدينا أحلام، لدينا طموحات، ونحن كبشر نريد أن نحقق ما نريد ونعيش بسلام وطمأنينة، ومن هذه المعركة الصغيرة التي تحدث يومياً داخل الإنسان، تتحرك الأسواق العالمية على اتساعها.
سوق العقارات: يلبي لك السكن
سوق المستشفيات والعيادات: يمنحك الصحة
سوق السفر والسياحة : يلبي رغبتك بالترفيه
سوق الأزياء: يلبي حاجتك من الملبس
وهكذا، جميع الأسواق تستند على خوف الإنسان من عدم تلبية حاجياته ومن خوفه من فقدان الفرص وعدم اقتناصها في الوقت المناسب، لذلك إذا كنت صاحب شركة ، مؤسسة منتج، بإمكانك البيع من خلال :
– استغلال شعور القلق والخوف والتوتر من فقدان الفرص عبر انشاء عروض بفترات محدودة على الخدمات أو المنتجات التي تقدمها
– تخصيص وصف المنتج للسلعة أو الخدمة بما يوصل للمتلقي ان هذا المنتج أو الخدمة هو بالضبط ما يبحث عنه من خلال الوصف الإبداعي
– التركيز على الخصومات والحسومات خلال أوقات ذورة القوة الشرائية مثل نهاية العام أو المواسم الاحتفالية والأعياد
– صناعة صورة ذهنية ترتبط بالأذهان لفترة زمنية طويلة، من خلال الربط العاطفي بين المستهلك وما تقدمه له
– عالج نقاط الضعف عند الجمهور المستهدف عبر فن التأثير النفسي، من خلال استخدام الكلمات التي تضرب الوتر الحساس لديهم وتخاطب ما يعانونه بشكل مباشر
إذا كنت تسعى إلى رفع المبيعات فوق التوقعات، فأهم ما تبدأ به هو معرفة المشاكل التي تواجه جمهورك وتسليط الضوء على المخاوف التي يعانون منها، ثم العمل على حل هذه المشكلات والقضاء على تلك المخاوف وخلق شعور الاطمئنان لدى المشتري.
وهذا يأتي من خلال معرفتك المتعمقة لجمهورك ودراسته نفسياً من خلال الاحتكاك المباشر بالجمهور واخضاعه لاستطلاعات رأي أو تجارب لعينات من المنتج، واللجوء إلى فريق تسويقي إبداعي على معرفة ودراية وخبرة في طرق استهدافه لهذا الجمهور، حيث يعزز لديهم شعور الأمان التام خلال المراحل المختلفة للترويج للخدمة أو المنتج أو أي شيء قد تفكر بأنك بحاجة إلى بيعه!
اقرأ أيضاً:
كيف تتغلب على الركود في الأنشطة التجارية الموسمية؟
حواديت إدارية: أيهما أفضل البيع عبر انستقرام أم متجر إلكتروني؟
5 عوامل جذب يجب توافرها في وصف المنتجات والخدمات


