حواديت إدارية : كيف يقتل التغيير المستمر… شركتك؟

التغيير المستمر

التغيير المستمر في دورة حياة الشركات ليس على الدوام يكون في موضع جييد، ففي وقت سابق، كانت الشركات الكبرى تغار من الحركة المستمرة التي تتمتع بها الشركات الصغرى والريادية، بسبب شيء واحد وهو ” مرونة التغيير على خطط الأعمال”

 

 

ولكن .. هل التغيير المستمر في خطط الأعمال دوماً أمر صحي؟

 

 

سوف أخبركم من واقع التجربة والميدان، حيث كانت إدارة واحدة من الشركات تنتهج عملية تغيير جديدة لا تشبه ما فاتها بشيء، خطة جديدة مع هدف جديد في فترة أقل من ثلاثة شهور، لدرجة أن فريق العمل لم يعد يدري في أي اتجاهٍ يعمل، لأن عقلية الإدارة “لا ترسو على بر”

 

 

لقد كان التغيير بتردادته يلمس جميع أقسام الشركة ويؤثر عليها سلباً، فكل خطوة جديدة تحبط تلقائياً ما قبلها من خطوات تم إنجازها، وهو ما يعني أن جميع ما تم سابقاً يدخل في باب “الهدر” جهداً ومالاً ووقتاً

 

 

إن وضع خطط الأعمال، الخطة السنوية، النصف سنوية، الربع سنوية، يمنح الشركة وفريقها رؤية واضحة إلى ما تتجه إله الأمور، ويصبح أفراد الفريق على علم ودراية بالهدف المرجو تحقيقه خلال فترة زمنية معينة .

 

 

تعين الشركات الكبرى مستشارون ومتخصصون من أجل وضع الخطط والتحقق منها قبل جعلها قابلة للتنفيذ والتطبيق، وبعد اعتمادها في شكلها النهائي قلما تحدث التغييرات ، وإن حدثت فهي تكاد تكون هامشية ولا تؤثر على الصورة الكبرى لما وضعته الإدارة كهدف.

 

 

ولكن “عقلية الإدارة ” لبعض الشركات قد تبرر أن التغيير المستمر يدفع عجلة التقدم للأمام ولكن المستقبل سيؤكد لها العكس،

 

ومن أخطر التغييرات التي تمس حياة الشركات  نتيجة التغيير المستمر:

 

 

– التغيير في هيكلية العمل والفريق بشكل مفاجئ غير مدروس

 

 

– التغيير في مهام عمل أفراد الفريق المتخصصون في تخصصات معينة ومنحهم مهام لا تمت لتخصصاتهم بصلة

 

 

– التغيير المفاجئ في الميزانية المرصودة لمشروع أو حدث أو فعالية أو أمر ما من خلال التقليص بعد بدء جراءات التنفيذ

 

 

– التغيير المفاجئ للأنشطة التجارية الفرعية  للشركة

 

 

– التغيير المفاجئ لما تم الاتفاق عليه بشكل جماعي في محاضر الاجتماعات

 

 

– التغيير في أصول الشركة (بيع، شراء، تأجير)

 

 

– التغيير في الرؤية الكلية لعمل الشركة ككل

 

 

ولا أعرف،إن كان من سوء حظي أم من حسن حظي أني عايشت تجربة تحت مظلة إدارية غاية في “الجنون” الترددي للقرارات المتغيرة بين فينة وأخرى، تحت مسوغات لا يمكن لمنطق إدارة الأعمال أن يستوعبها.. لكني بلا شك تعلمت من عدد لا يحصى من الأخطاء

 

 

فبالإضافة إلى التغييرات التي كانت تحدث بشكل مفاجئ، هناك “جنون” كان يحدث بما يتعلق بـ: 

 

 

– توظيف أشخاص غير متمرسون ولا محترفون في مواقع وظيفية حساسة ( خجم أخطاء العمل الناتجة، كان فادحاً)

 

 

– الرقابة المبالغ فيها في حين، وتسيبها في حين آخر

 

 

– تفعيل سياسة إدارة الموظفين على نهج “الحمار و العصا”

 

 

– التلويح المستمر بالعقاب من خلال التحديث على الجزاءات وإجراءات الفصل

 

 

– الفصل التعسفي دون فترات إنذار

 

 

– عدم تعويض أماكن الأفراد الذين يخرجون من فريق العمل وهو ما أدى إلى تقليص الفريق الأساسي واقتصاره على فردين فقط فيما بعد!

 

 

 

النتيجة لكل هذا الجنون في “العقلية الإدارية” أدى إلى دخولها في مرحلة ” الموت التدريجي ” وقد بدأ من 

 

 

– تلاشي العملاء

 

 

– تراكم الأخطاء القاتلة لسير العمل

 

 

– الفوضى وعدم النظام

 

 

– عدم الدقة في البيانات المالية

 

 

– عدم القدرة على معرفة تفاصيل المستحقات المالية

 

 

– شيوع الكذب والكيد والضغينة (عدم النزاهة والمصداقية)  الناتج عن توظيف غير الكفاءات  المتمرسة في ثقافة العمل، وهو ما أدى إلى انحسار فريق العمل وانحلاله لعدم القدرة على تحقيق التوافق العقلي والمعرفي والثقافي.

 

 

في النهاية، التغيير بوابة نحو التقدم إذا رافقته “المرحلية” وهي عدة خطوات صغيرة مجموعة في مرحلة واحدة، فإذا ما تم الانتهاء م مرحلة تم الدخول للمرحلة التي يليها، أما التغيير الذي له وقع مفاجئ يلزم التعامل معه دوماً على أنه حالة طارئة، وإذا ما كانت التغييرات تحدث بصورة متواترة، فحياة الشركة تصبح كلها حالة طوارئ نهايتها “الموت” .. فلا تقتل شركتك بالتغيير القاتل!

 

اقرأ أيضاً:

 

تسويق بضائع المصانع.. من المصنع إلى تجار وبائعي التجزئة

 

5 نصائح لاستعمال التسويق غير المباشر لاستقطاب المزيد من الزبائن

 

التسويق العقاري… أسرار لا يخبرك بها مسوقي العقارات

تسويق مكافحة الحشرات والآفات العامة… إليـــك استراتيجية تسويق مضمونة 100%

عدد المشاهدات 3487

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *