حواديت إدارية: حُمى إيلون ماسك.. هل تنتشر في سوق الخليج العربي؟

إيلون ماسك تويتر اكس

استراتيجية إيلون ماسك تقليل التكاليف وتسريح الموظفين باتت كابوس يخيم فوق رؤوس الموظفين تحت مظلة أنظمة العمل المختلفة، فالحملة التي شنها إيلون ماسك على موظفي شركة تويتر منذ توليه إدارتها، راقبتها أنظار الموظفين من خلف مكاتبهم واهتموا بتتبع أحداثها ومصير الموظفين الذين كانوا يتلقون بلاغاً بالتسريح بشكل لم يتوقعوه يوماً!

 

أطلت هذه الحملة برأسها من سان فرانسيسكو حيث يقع كرسي إيلون ماسك، في الولايات المتحدة الامريكية، وكان هو حامل اللواء الذي شن هجوماً على القوى العاملة، وتبعه في ذلك شركة ميتا بزعامة مارك زوكربيرغ، ومن ثم بدأت الشركات التكنولوجية والتقنية الشركة تلو الشركة بالتسريح وتقليل التكاليف، حتى بات الموظف لم يعد يعلم في أي وقتٍ سيتم الاستغناء عن خدماته وهو ما سيلقي بظلاله على أهم عنصر في أداء الشركات : جودة الأداء! ومدى كفاءة الإنتاجية!

 

 

ولنتساءل مثلاً إذا كان بمقدور شركة تويتر أن تسير في عملية تشغيلية بقوة 50% من موظفيها، فما هي الأدوار التي كان يقوم بها النصف الآخر من الموظفين! وكيف تجري الأوضاع داخل مقر العمل!

 

 

 

دعوني أقول لكم، أنني عايشت موقفاً “Mini” في واحدة من دول الخليج العربي -حيث بدأ أشباه إيلون ماسك بالظهور- حين قررت الإدارة فصل أنشطة الشركات عن بعضها البعض، ثم تحويل كل نشاط إلى شركة مستقلة بذاتها، مما أدى إلى تسريح نسبة معينة من الموظفين، ثم تبع هذا التسريح، انسحاب من مواقع التشغيل التي لا تقوم بدفع مستحقاتها لمزودي الخدمة لكل نشاط تحول إلى شركة، مما أدى إلى:

 

 

 

– ضعف في التدفق النقدي

 

 

 

– مشاكل في السيولة

 

 

 

-تقديم استقالات جماعية من موظفين تم تسريح زملاءهم

 

 

 

– ذهاب الكفاءات أدى إلى انسحاب زملائهم من العمل

 

 

 

– استنزاف وهدر وقتي في العثور على أشخاص مناسبين بدلاً ممن ذهبوا ثم تدريبهم

 

 

 

– كثرة الضغط بعد تقليص عدد فريق العمل

 

 

 

– شيوع الاحباط النفسي العام لعدم الشعور بالاستقرار وفي ظل عدم وجود حوافز

 

 

 

– قلة الإنتاجية والتخبط

 

 

 

هذا انعكس على ضعف الأداء، وتعيين أشخاص قليلي الخبرة، مقابل أجور منخفضة، يرتكبون الأخطاء بشكلٍ متكرر ويجهلون ماهية مهامهم الوظيفية، جعل من سير العمل بطيئاً يومياً، مما جعل الأداء العام ككل وكفريق عمل واحد يهبط تدريجياً إلى أسفل، على مرأى ومسمع من رأس الهرم الإداري، الذي قد لا يزال غائباً عن هذه الحقيقة الملموسة داخل أروقة العمل!

 

 

 

فالنموذج الذي سار عليه إيلون ماسك، والذي يعتبر بمثابة عصا ثورة على رأس الموارد البشرية، يؤدي إلى نزوح الكفاءات من مناصبها واستبدالها بموظفين جدد أقل خبرة وأجراً، على أساس تقليل التكاليف والكادر العامل ما أمكن! قد لا يكون من الصواب تنفيذه من أرباب العمل على كيان شركاتهم أو مؤسساتهم فلكل شركة ومؤسسة وضعها الخاص المتعلق بتاريخ أنشطتها التجارية منذ تأسيسها.

 

 

 

وأنا هنا لست ضد تقليل التكاليف، أو العمالة أو الهدر المالي إذا كانت فعلاً توجد مشكلة ما تستدعي هذا الظرف،أو موقفاً طارئاً ولابد من علاجه، أما إذا كان الأفراد في أماكنهم يقومون بمهامهم في توافق وانسجام، وتأتي الأعمال بنتائج جيدة.

فلا داعي لإقامة ثورة “تدميرية” في أساسها تحت فحوى التغيير، فإذا ما أراد أي إداري القيام بتغيير فعليه من قبل أن يراعي ظروف وأحوال من سيتأثرون بالقرارات التغييرية، ويبدأ في خطة تمهيدية لتفعيل هذه القرارات دون مفاجأة أحد بها.

 

 

 

فمن حق من يعمل أن ينعم ببيئة عمل غير سامة، يجد بها التقدير والاستقرار لينصب تركيزه على رفع كفاءة أداءه وزيادة انتاجيته، وأكاد أجزم أنه لو تم تحفيز هؤلاء الذين تم تسريحهم في تويتر لحققوا سوياً مفهوم التغيير الذي يريده إيلون ماسك خلال فترة وجيزة!

 

اقرأ أيضاً:

حواديت إدارية: ما الذي يحدث عندما يوضع صاحب التفكير التكعيبي في رأس الهرم الإداري؟

 

 

أخطاء تسويقية.. يجب أن تتداركها فوراً

 

 

 

استراتيجية التسويق … كيف تحميك من الهدر المالي؟

 

 

تسويق لــ 24 ساعة يومياً.. مستمر لأيام، لأسابيع، لسنوات .. كيف يحدث؟

عدد المشاهدات 3487

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *